"اغضب فإن الأرض يحييها الغضب"

"اغضب فإن العار يسكـُنـُنا ويسرق من عيون الناس لون الفرح يقتـُل في جوانحنا الحنين

ارفض زمان العهر والمجد المدنس تحت أقدام الطغاة المعتدين

اغضب فإنك إن ركعت اليوم سوف تظل تركع بعد آلاف السنين" * فاروق جويدة

اغضب لأن مؤامرة الفلول أكبر من خلاف قوى ثورية.. لأن خيانة الكبار أكبر تأسيسية الدستور.. لأن سرطان الفساد أكبر من الحكايات والتفاصيل.. لأن الأمن القومي مخترق بعملاء الماسونية والصهيونية.. لأن طبول الكذب والنفاق أَصَمّتْ الآذان عن سَماع بكاء مصر.. لأنهم قالوا تحية للشهداء ثم أَلْقَوْا دماءهم في أول سلة مهملات.. لأن من تآمر وقتل وعذّب في المعتقلات جالس بالمكاتب المكيفة، أما الثوار يهانوا ويعذبوا ويتم تعريتهم ويكشف عليهم عذرية.. لابد من ثورة تطهير حقيقية.

· اغضب لأن الحكم ما زال في أيدي الخائنين.. حكموا فتآمروا وتواطئوا فحرموا الشعب من أبسط حقوق الحياة.. العدل.. الخبز.. الأمن.. الماء النقي.. العلاج.. الغاز.. يعاقبون الشعب البسيط لأنه يريد الحياة.

· رجل المخابرات، العميل تجرأ وجمع التوكيلات في ساعات بتعليمات لجهات حكومية وتقدم بأوراقه كأمير في حماية العسكر.. حكومة مصر التي تأخذ راتبها من شعب مصر لتتآمر عليه وتطلع علينا بمهندس أزمات ما بعد الثورة.. يريد جنابه يصبح رئيس.. بعد أن باعوا الوطن.. بعد أن خانوا الوطن هاهم يتجرءوا وبمنتهى السخافة يقدمون أكثرهم خيانة وعمالة للعدو ليصبح رئيس، صحيح اللي اختشوا ماتوا.

· اغضب لأن الدم أغلي من كنوز العالمين.. لأن دم الثوار أقوى من القانون الذي اغتصبوه ألف مرة فالقانون في مصر سكين ذبح البسطاء وأداة اغتيال الثائرين.. يا سادة أين القانون من بلطجية الفلول، أين القانون قتلة الثوار، أين القانون من الفساد وجلادي المعتقلات، أين القانون من سفر متهمي التمويل الأجنبي.. ثم يخرج قائل يتشدق ويقول قانون العزل السياسي غير دستوري.. يا أخي إن لم تستح فافعل ما شئت.. اغتصبوا مصر مليارات المرات وأغرقونا بمستنقعات الفساد.. ثم تقولوا قانون.

·اغضب لأن النذالة شعارهم في بلاد الآمنين.. اخرجوا السجناء والبلطجية منذ بداية الثورة وهاهم يُمَجِّدُون البلطجية ويلطخون الثائرين.. يشوهوا صورة شباب ثورة من أعظم ثورات العالم في العصر الحديث بشهادة العدو والصديق.. أتدري.. فعلا نستحق العقاب لأننا لم نقم بثورة دموية ونطهر جسد الوطن من حزب السرطان المتطفل من البداية، ولم نعلقهم في المشانق.. لقد افتعلوا الأزمات وخسرت مصر دم ومليارات غير التي سرقوها ولا في بالهم.. فالمهم تعود الدجاجة تبيض ذهبا في جيوبهم وبنوك أسيادهم.

·اغضب فإن الله لا يهدي كيد الظالمين.. منذ نجاح الثورة 25 المجيدة وتنحي الرئيس المنقوع في مستنقع الفساد قلنا يا عالم التطهير.. تطهير مفاصل الدولة المصرية من كلاب المخلوع وخاصة الشرطة، البترول، المخابرات، الإعلام والأهم (المالية والشرطة والعدل)، إن من يقتات على دم مصر لن يسمع صراخها ولو بعد قرون، ولي عدة مقالات حول عقاب الفلول لشعب مصر.. لما بُحَّ صوتي وأصوات غيري كثير.

· اغضب لأن العدل سيف لا يطال الظالمين.. العدل في مصر ضاع بين بطئ سلحفاة ظالم وتهاون أظلم وقاض معصوب العينين لا يرى إلا ما يصله من تحريات وأدلة من شرطة المخلوع و(مخابرات عمر سليمان).. أتحدى أن تكون جهة رقابية حكومية في مصر تقوم بدورها بشفافية وصدق.. وإلا فأين هم من الفساد والموازنات الكاذبة.

· اغضب لأن الذل دين الحاكمين.. حكومة الفلول تتعمد الكذب وذل الشعب وتقول إن ميزانيتها 285 مليار يعني 20% فقط بينما يذهب 1272 مليار 80% إيرادات من دم الشعب لصناديق خاصة بالكبار أكثر من 10000 عشرة الآلاف صندوق في أكبر فساد مالي في العالم، فيأخذوا رواتب بالملايين ولم يكتفوا بل ويسرقوا أيضا. رصد الجهاز المركزي للمحاسبات العام الماضي فقط مخالفات في الصناديق بمبلغ 3995 مليون جنيه.

· اغضب واغضب واغضب.. لانعدام الحساب والرقابة الحقيقية على الكبار. لضياع الثورة.. وسط اتهامات هذا إخوان هذا سلفي هذا بطيخي هذا فلول.. يا سادة أقل ثائرا في مصر يعرف من وراء الأزمات، الأطفال يعرفون أن الحكومة ما زالت في يد الفلول.. "تطهير مصر"، "العدالة والرقابة" الحقيقية هدف أكبر وأسمى من الرئاسة والتأسيسية والمناصب.. أنقذوا مصر ثم تكلموا.

وفي النهاية
اغضب يا شعب.. اغضب على العبّارات واللي ماتوا..

اغضب على المليارات اللي فاتوا..

اغضب من كلاب الأرض اللي ذلونا وقالوا هاتوا..

اغضب قبل الغدر بالحلم فعيون الوليد.. قبل اغتيال الفجر لحظة نباتوا