أجرى وزير الخارجية المصري محمد كامل عمر اتصالا هاتفيا يوم السبت مع نظيره الأثيوبي هايليمريم ديسالن، بحث خلاله تطورات الموقف بين السودان ودولة الجنوب، والتنسيق بين مصر وأثيوبيا لنزع فتيل الأزمة.
يأتي هذا في الوقت الذي تتصاعد فيه الأزمة بين الخرطوم وجوبا، منبأة بقرب العودة إلى صراع شامل من أي وقت مضى منذ انفصال الجنوب في يوليو الماضي ووجه ضربة لاقتصاد السودان الضعيف بالفعل.
وتناول محمد عمرو مع نظيره الأثيوبي رؤية مصر للتعامل مع الأزمة والخطوات التي يمكن من خلالها نزع فتيل التوتر بين الطرفين وتحقيق التهدئة وبما يساعد على وقف التصعيد العسكري وتهيئة الأجواء لاستئناف المفاوضات حول القضايا العالقة.
وأعرب الوزير الأثيوبي عن التقدير للجهود المصرية وترحيبه بالدور الذي تضطلع به مصر في هذا الشأن، واتفق الوزيران على مواصلة التنسيق بين البلدين وصولًا إلى احتواء الأزمة.
وكان محمد عمرو قد أجرى اتصالين منفصلين يوم الجمعة مع وزير خارجية السودان لبحث سبل حل الأزمة، وآخر مع نظيره في دولة الجنوب نيال دنج نيال المتواجد خارج البلاد، للوقوف على تطورات الوضع الراهن.
وأكد الوزير المصري على ضرورة أن يلتزم الطرفين التهدئة ووقف العمليات العسكرية واحترام الاتفاقات المبرمة بين الجانبين واستئناف المفاوضات للتوصل إلى حلول للقضايا العالقة محل الخلاف.
استرداد هجليج
تأتي المساعي المصرية، في الوقت الذي قالت فيه دولة جنوب السودان يوم السبت إن قواتها تمكنت من دحر محاولة قامت بها قوات الجيش السوداني لاسترداد منطقة هجليج الحدودية التي يتنازع الطرفان السيادة عليها.
وكانت القوات الجنوبية قد تمكنت يوم الثلاثاء الماضي من الاستيلاء على هذه المنطقة الغنية بالنفط بعد معارك خاضتها مع جيش الخرطوم.
وقوبلت هذه الخطوة بإدانة دولية ومخاوف من اندلاع حرب شاملة بين الطرفين؛ حيث طالب الاتحاد الإفريقي جنوب السودان بالانسحاب من المنطقة دون قيد أو شرط.
وكان الجيش السوداني قد أعلن في وقت متأخر من يوم الجمعة أن قواته تتقدم نحو بلدة هجليج.
جعل القتال طرفي الحرب الاهلية السابقة اقرب للعودة الى صراع شامل من اي وقت مضى منذ انفصال الجنوب في يوليو تموز ووجه ضربة لاقتصاد السودان الضعيف بالفعل.
تدهور اقتصادي
في غضون ذلك نقلت وكالة رويترز عن تجار عملة إن الجنيه السوداني سجل أدنى مستوى في السوق السوداء مع تدافع الناس على تحويل المدخرات إلى الدولار.
وفقد السودان بالفعل ثلاثة أرباع إنتاجه من النفط عندما انفصل الجنوب مما رفع تكلفة الواردات وأسعار المواد الغذائية.
وأوقف جنوب السودان إنتاجه من النفط بالكامل البالغ 350 ألف برميل يوميا في يناير كانون الثاني لعدم الاتفاق على حجم الأموال التي يجب ان يدفعها مقابل تصدير نفطه عبر خطوط أنابيب تمر بالسودان.
وتقول جوبا إنها لن تنسحب من هجليج إلا إذا انتشرت قوات للأمم المتحدة لمراقبة وقف لإطلاق النار.
وقضت الأزمة الراهنة على الآمال بأن يتمكن البلدان من الوصول إلى اتفاق سريع بشأن القضايا المتعلقة بالانفصال عن طريق المحادثات التي توسط فيها الاتحاد الأفريقي. وانسحبت الخرطوم من المفاوضات بعد سيطرة الجنوب على هجليج.
ومنذ تصويت الجنوب على الانفصال عن السودان العام الماضي فشل الجانبان في حل قضايا من بينها ترسيم الحدود التي تمتد لمسافة 1800 كيلومتر واقتسام الدين الوطني ووضع المواطنين في كل جانب.
وخاض البلدان واحدا من أطول وأكثر الصراعات دموية في أفريقيا. ولقي نحو مليوني شخص حتفهم في الحرب.
- Digg
- Delicious
- StumbleUpon
- Facebook