صلاح الدين محمد(باحث في العلاقات الدولية) .. حين خرجت جموع الشعب في مصر مع اختلاف أطيافها وفئاتها، اهتزّ جدار النظام فسقط أعلاه بعد ثمانية عشر يومًا، ثم أدرك كيان النظام أن الشعب خرج بالفعل بعد أن ظنّ الجميع أن هذا شعب ليس له قيام بعد أن استمرأ العيش في كنف الفساد. أدرك النظام أن الشعب مُسقطه لا محالة، فكان من الجيش أن تقرّب إليه بخبثٍ وأبدى له ما لا يُكنّه صدره بدءًا من تحيّة العسكر لأرواح الشهداء.
ظنّ الشعب البسيط أن الجيش حامي ثورته بعد أن كاد لا يُصدّق أن مبارك تنحّى عن الحكم، ولكن كما العادة، الدول لا تُديرها في الغالب رؤوس أنظمتها، ربّما في الظاهر ولكن غير المرئي أن هناك عناصر أخرى تُدير المشهد من وراء الكواليس.
في الآونة الأخيرة وبعد اختفاء دام ما يزيد على العام انزوى اللواء عمر سليمان عن المشهد وظنّ الشعب أن الرجل زهد الدنيا والحياة السياسية تمامًا، رغم أن بعض المهتمّين بالملف كان دائمًا ما يبحث عن اللهو الخفي، أو الطرف الثالث أو تحديدًا عمر سليمان، إلا أن الكثيرين لم يُلقوا بالاً لهذا الرجل حتى اقترب المشهد السياسي من آخر مراحله وهي مرحلة الانتخابات الرئاسية، ليظهر عمر سليمان بسحنته الغامضة ليرتجّ المسرح!
ظهور عمر سليمان لم يكن في حدّ ذاته هو المثير في الأمر، ولكن إصراره على خوض الانتخابات الرئاسية وتصريحاته بأنه سيلجأ للقضاء حالما أقرّ المجلس العسكري قانون العزل السياسي لكل فلول النظام السابق هو ما دعا إلى الانتباه، ودعا أيضًا إلى أخذ الأمور بجدّية شديدة من قبل الشعب.
الرجل كان قد أعلن خوض الانتخابات الرئاسية، ثمّ اعتذر عنها، ثم تراجع وقرّر خوضها وهذه المرّة بشدّة وأنه ماضٍ فيها إلى النهاية حتى لو وصل الأمر للقضاء.
ما الذي جعل الرجل يتحوّل بهذه الدرجة من الاستماتة إلى الترشّح بعد أن بدا زاهدًا؟ الأمر فيه عدّة أمور تُبرّر هذا التصرّف الغريب عند البعض والمقروء عند البعض الآخر:
أولاً، منذ أن اختفى عمر سليمان عن المشهد والبعض كان يبحث في أمر اختفائه ولماذا لم يتم التحقيق معه كأحد أهم أركان النظام السابق ورئيس جهاز مخابراته، ولماذا لم يكن مع العادلي وكبيرهم الذي علمهم الفساد؟
لماذا كنّا نرى المجلس العسكري بهذا الدهاء في التعامل مع متطلبات الشعب رغم أنه لم يعرف عنه هذا الذكاء أو الخبرة في إدارة الشؤون السياسية للبلاد، فهم في مجملهم لا يُتوقع منهم هذا الدهاء في التعامل مع الشعب ومجلسيه وأزماته التي أنهكت كاهله؟
كنّا دائمًا نبحث عمّن معه خيوط اللعبة ويُدير هؤلاء العسكر عن بعد. لا شك أن العسكر تحمّل مواقف عديدة مُخزية بدأت بفقدانه بعض رصيده وانتهت بالخيانة للثورة ومطالبة الشعب له بالرحيل وسقوط حكمه. لقد ضحّى المجلس العسكري برصيده وسمعته لدى الشعب من أجل هذه اللحظة التاريخية... بناء هيكل سليمان!
ممّا لا شك فيه أن هناك أخطاء وقع فيها الجميع أدّت بالضرورة إلى وصول الأمور إلى ما وصلت إليه، فالإخوان ظنّوا أن الله أورثهم الأرض ومن عليها بعد أن كانوا مستضعفين فيها، ففرحوا بما أوتوا وظنّوا أنهم شعب الله المختار وصفوته فانحرفوا عن رسالتهم عن جموع الشعب ولم يعبؤوا برأي يُخالف رأي الجماعة فهبط رصيدهم الشعبي بعد سلسلة من المواقف على مدار العام لم تجعل منهم أهلاً للثقة فانقسم الشعب إلى معتزل عنهم أومؤيّدي فلول، كما أن السلفيين اهتمّوا بقشور الأمور وهم على حداثة عهد بالعمل السياسي فكانوا أشبه بالتابعين للإخوان ولم يكن لهم ما يُميّزهم في إدارة شؤون البلاد. كما أن الليبراليين لم يستفيقوا إلا حين شعروا بأن خطر الفلول قادم لا محالة وتحديدًا بظهور شبح عمر سليمان في المشهد بشكل جلي وحين رأى الجميع التشريفة الرئاسية عند حله وترحاله لقصر الأندلس تمهيدًا لقصر الرئاسة.
عموم المشهد يُنبئ بثورة حقيقية قادمة بعد أن اتضح للجميع قراءة تفاصيله بوضوح لا لبس فيه وهو أن العسكر قد دفع بالفعل بعمر سليمان كمرشح للرئاسة بحصانة عسكرية ودستورية تُمكّنه من الفوز بالرئاسة بنتائج لا طعن فيها، وهذا اختبار آخر للقضاء المصري الذي اهتزّت أركانه الحصينة بعد فضيحة عبدالمعز جيت، والأمور مرشّحة لفضائح أخرى للقضاء في الأسابيع القليلة المقبلة بعد أن صار اللعب على المكشوف وربّما لديهم سيناريو المرحلة المقبلة وقد علموا ربّما الدور المُوكل إليهم ودور الهواتف فيه!
اللافت أن الشعب لم يُعلن موقفه بعد، ولكن يبدو أنه قارئ جيّد للمشهد بعد إعلان أطيافه النزول إلى الميدان بعد أن أصبح طرفًا في المعادلة وفرض نفسه على الساحة فأصبح هو الأصيل بعد غياب والسيد بعد أن طال استبعاده واستعباده، فلن يُوّرث بعد اليوم وأظنّ أن بقاء المجلس العسكري بكل عتاده وعدّته وسليمانه أصبح يعيش رمقه الأخير قبل أن يُحاكم الجميع هذه المرّة بمحاكمات ثورية لأن الثورة لم تبدأ بعد وما كان من ثورة يناير إلا ثورة تجريبية إن صحّ التعبير تبعها عام من السكون الذي حتمًا ستليه عاصفة ستُعطي الشرعية الدستورية الحقيقية التي ربّما ستصل بالشعب إلى مقار هؤلاء وقصورهم، وإذا حدث هذا، فسيُهدم الهيكل وسيسقط العسكر ولا عاصم من أمر الله.
ظنّ الشعب البسيط أن الجيش حامي ثورته بعد أن كاد لا يُصدّق أن مبارك تنحّى عن الحكم، ولكن كما العادة، الدول لا تُديرها في الغالب رؤوس أنظمتها، ربّما في الظاهر ولكن غير المرئي أن هناك عناصر أخرى تُدير المشهد من وراء الكواليس.
في الآونة الأخيرة وبعد اختفاء دام ما يزيد على العام انزوى اللواء عمر سليمان عن المشهد وظنّ الشعب أن الرجل زهد الدنيا والحياة السياسية تمامًا، رغم أن بعض المهتمّين بالملف كان دائمًا ما يبحث عن اللهو الخفي، أو الطرف الثالث أو تحديدًا عمر سليمان، إلا أن الكثيرين لم يُلقوا بالاً لهذا الرجل حتى اقترب المشهد السياسي من آخر مراحله وهي مرحلة الانتخابات الرئاسية، ليظهر عمر سليمان بسحنته الغامضة ليرتجّ المسرح!
ظهور عمر سليمان لم يكن في حدّ ذاته هو المثير في الأمر، ولكن إصراره على خوض الانتخابات الرئاسية وتصريحاته بأنه سيلجأ للقضاء حالما أقرّ المجلس العسكري قانون العزل السياسي لكل فلول النظام السابق هو ما دعا إلى الانتباه، ودعا أيضًا إلى أخذ الأمور بجدّية شديدة من قبل الشعب.
الرجل كان قد أعلن خوض الانتخابات الرئاسية، ثمّ اعتذر عنها، ثم تراجع وقرّر خوضها وهذه المرّة بشدّة وأنه ماضٍ فيها إلى النهاية حتى لو وصل الأمر للقضاء.
ما الذي جعل الرجل يتحوّل بهذه الدرجة من الاستماتة إلى الترشّح بعد أن بدا زاهدًا؟ الأمر فيه عدّة أمور تُبرّر هذا التصرّف الغريب عند البعض والمقروء عند البعض الآخر:
أولاً، منذ أن اختفى عمر سليمان عن المشهد والبعض كان يبحث في أمر اختفائه ولماذا لم يتم التحقيق معه كأحد أهم أركان النظام السابق ورئيس جهاز مخابراته، ولماذا لم يكن مع العادلي وكبيرهم الذي علمهم الفساد؟
لماذا كنّا نرى المجلس العسكري بهذا الدهاء في التعامل مع متطلبات الشعب رغم أنه لم يعرف عنه هذا الذكاء أو الخبرة في إدارة الشؤون السياسية للبلاد، فهم في مجملهم لا يُتوقع منهم هذا الدهاء في التعامل مع الشعب ومجلسيه وأزماته التي أنهكت كاهله؟
كنّا دائمًا نبحث عمّن معه خيوط اللعبة ويُدير هؤلاء العسكر عن بعد. لا شك أن العسكر تحمّل مواقف عديدة مُخزية بدأت بفقدانه بعض رصيده وانتهت بالخيانة للثورة ومطالبة الشعب له بالرحيل وسقوط حكمه. لقد ضحّى المجلس العسكري برصيده وسمعته لدى الشعب من أجل هذه اللحظة التاريخية... بناء هيكل سليمان!
ممّا لا شك فيه أن هناك أخطاء وقع فيها الجميع أدّت بالضرورة إلى وصول الأمور إلى ما وصلت إليه، فالإخوان ظنّوا أن الله أورثهم الأرض ومن عليها بعد أن كانوا مستضعفين فيها، ففرحوا بما أوتوا وظنّوا أنهم شعب الله المختار وصفوته فانحرفوا عن رسالتهم عن جموع الشعب ولم يعبؤوا برأي يُخالف رأي الجماعة فهبط رصيدهم الشعبي بعد سلسلة من المواقف على مدار العام لم تجعل منهم أهلاً للثقة فانقسم الشعب إلى معتزل عنهم أومؤيّدي فلول، كما أن السلفيين اهتمّوا بقشور الأمور وهم على حداثة عهد بالعمل السياسي فكانوا أشبه بالتابعين للإخوان ولم يكن لهم ما يُميّزهم في إدارة شؤون البلاد. كما أن الليبراليين لم يستفيقوا إلا حين شعروا بأن خطر الفلول قادم لا محالة وتحديدًا بظهور شبح عمر سليمان في المشهد بشكل جلي وحين رأى الجميع التشريفة الرئاسية عند حله وترحاله لقصر الأندلس تمهيدًا لقصر الرئاسة.
عموم المشهد يُنبئ بثورة حقيقية قادمة بعد أن اتضح للجميع قراءة تفاصيله بوضوح لا لبس فيه وهو أن العسكر قد دفع بالفعل بعمر سليمان كمرشح للرئاسة بحصانة عسكرية ودستورية تُمكّنه من الفوز بالرئاسة بنتائج لا طعن فيها، وهذا اختبار آخر للقضاء المصري الذي اهتزّت أركانه الحصينة بعد فضيحة عبدالمعز جيت، والأمور مرشّحة لفضائح أخرى للقضاء في الأسابيع القليلة المقبلة بعد أن صار اللعب على المكشوف وربّما لديهم سيناريو المرحلة المقبلة وقد علموا ربّما الدور المُوكل إليهم ودور الهواتف فيه!
اللافت أن الشعب لم يُعلن موقفه بعد، ولكن يبدو أنه قارئ جيّد للمشهد بعد إعلان أطيافه النزول إلى الميدان بعد أن أصبح طرفًا في المعادلة وفرض نفسه على الساحة فأصبح هو الأصيل بعد غياب والسيد بعد أن طال استبعاده واستعباده، فلن يُوّرث بعد اليوم وأظنّ أن بقاء المجلس العسكري بكل عتاده وعدّته وسليمانه أصبح يعيش رمقه الأخير قبل أن يُحاكم الجميع هذه المرّة بمحاكمات ثورية لأن الثورة لم تبدأ بعد وما كان من ثورة يناير إلا ثورة تجريبية إن صحّ التعبير تبعها عام من السكون الذي حتمًا ستليه عاصفة ستُعطي الشرعية الدستورية الحقيقية التي ربّما ستصل بالشعب إلى مقار هؤلاء وقصورهم، وإذا حدث هذا، فسيُهدم الهيكل وسيسقط العسكر ولا عاصم من أمر الله.
- Digg
- Delicious
- StumbleUpon
- Facebook