كتبت:أسماء الحسيني سنقاتل بيد ونفاوض باليد أخري.. هكذا عبر إدريس عبد القادر رئيس وفد السودان عن وضع التفاوض بين دولته و دولة جنوب السودان في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا برعاية الإتحاد الإفريقي.
من أجل التوصل إلي حل للقضايا العالقة بين الدولتين, التي لم تحل بعد, رغم انفصال الجنوب أو إستقلاله في يوليو من العام الماضي.
ومنذ استقلال دولة الجنوب لم يتحقق السلام الذي وعد به النظامان الحاكمان شعبيهما, أوخدعاهما بأنه سيحل مشاكل الدولتين ويوقف الحرب.
ورغم العلاقة المتوترة بين الجانبين منذ ما قبل الإنفصال, ثم التصعيد بعده, إلا أن الأيام الأخيرة شهدت تصعيدا غير مسبوق, نقل الحرب بين الجانبين من حرب بالوكالة إلي حرب مباشرة, ومن مجرد مناوشات حدودية, إلي توغل كل طرف داخل حدود الدولة الأخري, وإتهامات جوبا للخرطوم بتكرار القصف الجوي في داخل حدودها, وإتهامات مضادة من الخرطوم لها بإحتلال مناطق البترول والمشاركة في الهجوم علي جنوب كردفان, وأدت هذه الإشتباكات إلي إلغاء قمة كانت مقررة بين الرئيسين عمر البشير وسلفاكير ميارديت في جوبا, وإلي خرق إتفاق إطاري وقعه البلدان مؤخرا, ليلحق بإتفاقيات أخري, أفشلها الطرفان سابقا, مما أدي إلي مخاوف كبيرة من إشتعال حرب أو مواجهة شاملة بين الطرفين لا تبقي ولاتذر.
ورغم استمرار الاشتباكات عاد الطرفان مجددا إلي مائدة التفاوض في أديس أبابا تحت ضغوط داخلية وإقليمية ودولية, ورغم ذلك لايزال كل طرف منهما لايثق في الطرف الآخر, لأن التجربة المشتركة عززت ميراثا ضخما من المخاوف والهواجس, وملايين البشر في السودان هم الآن من يدفعون ثمن هذه الحروب المقيتة من أعمارهم وأرواحهم وأعزائهم وأمنهم وكرامتهم, وفي مقدمة هؤلاءالجنوبيون في الشمال الذين يقدرون بحوالي70 ألفا المعرضون للترحيل إن لم يتوافق الطرفان علي تسوية أوضاعهم, وكذلك ملايين البشر من أبناء الشمال الذين يعيشون وملايين من أبقارهم علي طول خط الحدود بين الدولتين التي لم يتم ترسيمها بعد.
وسيظل وفدا التفاوض في مأزق طالما استمر الشحن الإعلامي وتردي الوضع الأمني علي الأرض, لأنه لايمكن ببساطة أن يقاتلا بيد, ويفاوضا باليد الأخري, ولأن كلا الطرفين لابد أن يقررا ما يريدانه بالفعل, فإما الحرب وإما السلام, فهما ضدان لايجتمعان, ولكلا الخيارين مطلوباته وشروطه الموضوعية وأيضا الأجواء المواتية التي يتحقق فيها, مع الأخذ في الإعتبار أن الحرب إن عادت هذه المرة ستكون أعنف وأشد تأثيرا وتدميرا من سابقاتها, وان كل طرف يجب أن يحل قضاياه الداخلية, حتي لاتظل حجر عثرة في وجه أي إتفاق بين الدولتين.
وقد يكون البترول هو القضية الأسهل التي يمكن أن يتفق عليها الطرفان إن قررا السير في طريق التفاوض لحاجتهما إلي أمواله, لكن البشر لا يجب في كل الأحوال سواء كانوا في الشمال أو الجنوب أن يبقوا وقودا لهذه الحرب, أو رهائن أوكروت ضغط للتفاوض من قبل طرفي الصراع.
من أجل التوصل إلي حل للقضايا العالقة بين الدولتين, التي لم تحل بعد, رغم انفصال الجنوب أو إستقلاله في يوليو من العام الماضي.
ومنذ استقلال دولة الجنوب لم يتحقق السلام الذي وعد به النظامان الحاكمان شعبيهما, أوخدعاهما بأنه سيحل مشاكل الدولتين ويوقف الحرب.
ورغم العلاقة المتوترة بين الجانبين منذ ما قبل الإنفصال, ثم التصعيد بعده, إلا أن الأيام الأخيرة شهدت تصعيدا غير مسبوق, نقل الحرب بين الجانبين من حرب بالوكالة إلي حرب مباشرة, ومن مجرد مناوشات حدودية, إلي توغل كل طرف داخل حدود الدولة الأخري, وإتهامات جوبا للخرطوم بتكرار القصف الجوي في داخل حدودها, وإتهامات مضادة من الخرطوم لها بإحتلال مناطق البترول والمشاركة في الهجوم علي جنوب كردفان, وأدت هذه الإشتباكات إلي إلغاء قمة كانت مقررة بين الرئيسين عمر البشير وسلفاكير ميارديت في جوبا, وإلي خرق إتفاق إطاري وقعه البلدان مؤخرا, ليلحق بإتفاقيات أخري, أفشلها الطرفان سابقا, مما أدي إلي مخاوف كبيرة من إشتعال حرب أو مواجهة شاملة بين الطرفين لا تبقي ولاتذر.
ورغم استمرار الاشتباكات عاد الطرفان مجددا إلي مائدة التفاوض في أديس أبابا تحت ضغوط داخلية وإقليمية ودولية, ورغم ذلك لايزال كل طرف منهما لايثق في الطرف الآخر, لأن التجربة المشتركة عززت ميراثا ضخما من المخاوف والهواجس, وملايين البشر في السودان هم الآن من يدفعون ثمن هذه الحروب المقيتة من أعمارهم وأرواحهم وأعزائهم وأمنهم وكرامتهم, وفي مقدمة هؤلاءالجنوبيون في الشمال الذين يقدرون بحوالي70 ألفا المعرضون للترحيل إن لم يتوافق الطرفان علي تسوية أوضاعهم, وكذلك ملايين البشر من أبناء الشمال الذين يعيشون وملايين من أبقارهم علي طول خط الحدود بين الدولتين التي لم يتم ترسيمها بعد.
وسيظل وفدا التفاوض في مأزق طالما استمر الشحن الإعلامي وتردي الوضع الأمني علي الأرض, لأنه لايمكن ببساطة أن يقاتلا بيد, ويفاوضا باليد الأخري, ولأن كلا الطرفين لابد أن يقررا ما يريدانه بالفعل, فإما الحرب وإما السلام, فهما ضدان لايجتمعان, ولكلا الخيارين مطلوباته وشروطه الموضوعية وأيضا الأجواء المواتية التي يتحقق فيها, مع الأخذ في الإعتبار أن الحرب إن عادت هذه المرة ستكون أعنف وأشد تأثيرا وتدميرا من سابقاتها, وان كل طرف يجب أن يحل قضاياه الداخلية, حتي لاتظل حجر عثرة في وجه أي إتفاق بين الدولتين.
وقد يكون البترول هو القضية الأسهل التي يمكن أن يتفق عليها الطرفان إن قررا السير في طريق التفاوض لحاجتهما إلي أمواله, لكن البشر لا يجب في كل الأحوال سواء كانوا في الشمال أو الجنوب أن يبقوا وقودا لهذه الحرب, أو رهائن أوكروت ضغط للتفاوض من قبل طرفي الصراع.
- Digg
- Delicious
- StumbleUpon
- Facebook